-

@ PoW@MaX
2025-06-09 12:38:40
إن الرؤية "خارج" نظام قائم يشبه محاولة أحد عمال الكواليس التحدث مع شخصية في مسرحية. إنها خرق لاتفاق غير معلن يساعد على إبقاء النظام قائمًا. كل نظام اجتماعي يتضمن ضمن محرماته الأساسية الفكرة القائلة بأنه لا ينبغي لأفراده التفكير في كيف سينتهي هذا النظام، أو ما هي القواعد التي قد تسود في النظام الجديد الذي سيخلفه.
ضمنيًا، يُفترض أن النظام القائم هو الأخير أو الوحيد الذي سيبقى إلى الأبد. لا يُصرّح بذلك بهذه الصراحة، فقلة من الناس ممن قرأوا كتب التاريخ سيأخذون مثل هذا الافتراض على محمل الجد لو تم التعبير عنه بوضوح. ومع ذلك، فهذه هي القاعدة السائدة في العالم. كل نظام اجتماعي، سواء كان متمسكًا بالسلطة بقوة أو بضعف، يتظاهر بأن قواعده لن تُستبدل أبدًا. إنها الكلمة الأخيرة، أو ربما الكلمة الوحيدة.
البدائيون يفترضون أن طريقتهم في تنظيم الحياة هي الوحيدة الممكنة. أما الأنظمة الاقتصادية الأكثر تعقيدًا والتي تعي وجود التاريخ، فإنها عادةً ما تضع نفسها في قمته. سواء كان ذلك مع الماندرين الصينيين في بلاط الإمبراطور، أو الطبقة الحاكمة الماركسية في كريملين ستالين، أو أعضاء مجلس النواب في واشنطن، فإن أصحاب السلطة إما يتصرفون وكأنه لا وجود للتاريخ على الإطلاق، أو يرون أنفسهم في ذروته، في موقع متفوق على كل من سبقهم، وطليعة كل ما سيأتي بعدهم.
وهذا يحدث لأسباب تكاد تكون حتمية. فكلما أصبح من الواضح أن النظام يقترب من نهايته، كلما أصبح الناس أقل ميلًا للامتثال لقوانينه. لذلك، تميل كل منظمة اجتماعية إلى تثبيط أو التقليل من شأن التحليلات التي تتوقع زوالها. وهذا وحده يساعد في تفسير لماذا نادرًا ما يتم رصد التحولات الكبرى في التاريخ أثناء وقوعها.
إذا لم تكن تعلم شيئًا آخر عن المستقبل، فيمكنك أن تكون واثقًا من أمر واحد: التغييرات الدراماتيكية لن يرحب بها، ولن يروّج لها من قبل المفكرين التقليديين.
لا يمكنك الاعتماد على المصادر التقليدية للمعلومات للحصول على تحذير موضوعي وفي الوقت المناسب عن كيف ولماذا يتغير العالم. إذا أردت أن تفهم التحول العظيم الجاري حاليًا، فلن يكون أمامك خيار سوى أن تكتشفه بنفسك.
THE SOVEREIGN INDIVIDUAL
#nostrarabia